عداوة العدو الصريح أهون من عداوة العدو الصديق، وفي الكل عداء

جلال الدحموني29 أغسطس 2022
عداوة العدو الصريح أهون من عداوة العدو الصديق، وفي الكل عداء

معاد اهليل

أن يُقبِّل الرئيس التونسي كتف نظيرة الفرنسي أمر غريب، فكل واحد منهما رئيس دولة ذات سيادة، غير أن الفضل للكتف التي يقبّلها قيس، فهي التي حملته وهنا على وهن، وبوأته القيادة والرئاسة، وآزرته بعد فقدانه للشرعية وتعطيله للدستور، انقلابا منه على الثورة التونسية. إن الثوار التونسيين الأحرار، وبعد أن جففوا كثيرا من منابع الفساد، وأحكموا القبضة على ثروات البلاد، انزعجت “ماما” فرنسا، لأنها لا تصطاد إلا في المياه العكرة، وبذلك تسعى الآن إلى إعادة الأمور في تونس إلى سابق عهدها، إبان بن علي. وإن المياه ذاتها التي لا تريد فرنسا للمغرب أن تصفوا، فالمغرب لابد أن يعيش على وتر الضغط، ولا سبيل لذلك إلا ملف الصحراء المغربية. ولا أدل على ذلك من تسريب فرنسا إلى المغرب نهاية السنة الماضية مقررات دراسية بالبعثات الفرنسية تحذف الصحراء المغربية من خريطة المغرب في مادة التاريخ والجغرافيا السياسيين، غير أن ذلك متاح إلى حدود الساعة بالمقررات الرقمية، التي لا يستطيع المغرب مراقبتها، اللهم اذا كشف التلاميذ على ذلك، وحتما لن يجرؤوا نظرا لما تعرضت له إحدى التلميذات (حفيذة الجنرال زرياب) بالجديدة والتي كشفت عن تلاعب المقرر الفرنسي بعقول المغاربة بحذف الصحراء من مغربها. وهو ما جعل الأستاذة الفرنسية تفر من التراب الوطني المغربي دون رجعة. وبعد دخول المديرية العامة لحماية التراب الوطني على الخط تم مصادرة الكتب المدرسية من الثانوية الفرنسية شاركو بالجديدة.
وعليه فالتحالف الثلاثي اكتمل الآن، ولاشك أن الخطاب الملكي الأخير كان واضحا، وقد اختار قيس ولم تختر تونس، فكل التقدير والاحترام للشعب التونسي، والخزي والعار لمن باع نفسه بثمن بخس.

الاخبار العاجلة