فار بريس
محمد القاضي/ فاعل حقوقي
بدون مقدمات؛ وبدون تفلسف مفاهيمي؛ نقطة طريق التنمية تبدأ من الأسر مرورا بالأحياء السكنية (الحومات) والمداشر والدواوير ؛ لأن أكبر وأفدح خلل في هذا الطريق يتواجد في نقطة بدايتها.
كيف يمكن أن نقوم ببناء التنمية ونحن ليست لنا القدرة حتى على تأطير وتوعية أبنائنا ؟ وكيف يمكن أن نبني التنمية ونحن غير قادرين على توعية أبناء أحيائنا ومداشرنا.؟
كيف يمكن لنا أن نبني التنمية المنشودة؛ وأبنائنا يكسرون حاويات أزبال الاحياء ومصابيح الإنارة العمومية وخنق قنوات المياه العادمة؟ كيف يمكن أن نبني التنمية ونحن نحرض أو نتغاضى عن السلوكات الانحرافية لأبنائنا وأبناء احيائنا ؟
كيف يمكن أن نبني التنمية وفي أحيائنا ومداشرنا أفراد يشهدون الزور ويمارسون الظلم والنفاق والكراهية والحسد ضد بعضهم البعض؟
كيف يمكن بناء التنمية والقانون غالبا ما ينتصر للأقوياء ؟ وكيف يمكن بناء التنمية والقانون يتجاهل جريمة افتراس القوي للضعيف؟
كيف يمكن بناء التنمية في مجتمعنا في الوقت الذي نجد فيه مفعول قاعدة “أنا نوريك شكون أنا” تشرمل مفعول النص القانوني؟.
كيف يمكن أن نبني التنمية في مجتمعنا ونحن نشدد العقوبة على سارق البيض أو لقمة خبز أو دريهمات قليلة ؛ بينما نمتع سراق الملايير بامتيازات وعقوبات لا نجدها حتى في نصوص القانون وأقساها الحبس الموقوف التنفيذ.
اعتقد جازما أن طريق التنمية لن يأخذ مجراه وسكته الصحيحة طالما أن الخلل يتواجد في سلوكنا وفي سلوك أبنائنا وفي سلوك استهتارنا بالقانون وفي سلوك غياب الحس الانساني والأخلاقي والوطني.
وطالما أن نقطة البداية فيها خلل ؛ فلن تقوم اي قائمة لأي تنمية … وكلنا نتحمل قسط منغ المسؤولية …
والمشكل الفظ والفظيع جدا هو أننا نسرق مستقبل أجيال الغد بما فيها الاجيال التي لم تأت بعد إلى هذه الدنيا .؟؟؟