الرئيسية

كورونا.. والتعويض عن التوقف عن العمل

فاربريس

مستقيم عبد السلام بلجيكا

لا أحد ينكر أو يجادل في استباقية مواجهة جائحة كورونا التي تبناها المغرب منذ البداية، وكان ذلك بناء على توصيات ملكية رشيدة.

ولقد انبثقت عن هذه التوصيات السامية لجنة علمية مازالت تسهر على مراقبة الوضع بشكل علمي وموضوعي ، كذلك كان من حكمة جلالته الدعوة إلى إنشاء صندوق دعم عن طريق التبرعات لمواجهة الجائحة.

لكن المؤسف أن الجائحة جعلت الحكومة تتخبط خبط عشواء في مواجهة الجاءحة في العديد من القرارات العبثية مثلا تعاملها مع ملف المغاربة العالقين بالخارج، كذلك ملف واجبات التعليم الخصوصي، وكان الوزير المعني دائما يرد بأن الأمر تعاقدي بين أولياء أمور التلاميذ وارباب المدارس الخاصة، مما جعل المشكل عالقا إلى يومنا هذا، إذ كان الاجذر بالحكومة إصدار مرسوم أو قانون استعجالي ينظم هذه العلاقة، على غرار مجموعة من القوانين التي تمت المصادقة عليها في إطار حالة الطوارئ.
كما أن الحكومة اغفلت مبدأ المساواة ومبدأ الأجر مقابل العمل الذين نص عليهما الدستور المغربي.

إذ أن الحكومة لم تطبق قانون التعويض التوقف المؤقت عن الشغل في القطاع العام والوظيفة العمومية وتعويضات البرلمان.
تقريبا جل قطاعات الوظيفة العمومية توقفت عن العمل خلال الحجر الصحي الكلي ، كما أن معظم الإدارات والمؤسسات العمومية اشتغلت بنظام التناوب أو المداومة. والسؤال هو :

لماذا لم تتعامل الحكومة مع هؤولاء الموظفين بنفس المنوال التي تعاملت به مع مستخدمي القطاع الخاص.

مثلا مهندس يشتغل بالقطاع الخاص توقف عن العمل مؤقتا بسبب الجاءحة وتم تعويضه ب 2000 درهم شهريا لمدة ثلاثة شهور.

من جهة أخرى مهندس يشتغل بمؤسسة عمومية احتفظ براتبه الشهري كاملا.
أين هو مبدأ المساواة في هذه المعادلة؟

ومع استمرار الجاءحة استمر عبث الحكومة بمصالح المواطنين بالداخل وبالخارج.
فمغاربة العالم أو العالقين أجبروا على تحاليل الإصابة بكورونا، فإذا كنت مريضا فأنت غير مرحبا بك في وطنك. أما في الداخل ، فحدث ولا حرج.

فلقد ألغت الحكومة صلاحيات كل الوزارات باستثناء وزارة الداخلية، لكنها لم تلغي أو تخفض الرواتب الضخمة لموظفيها.

وها نحن اليوم على أبواب دخول مدرسي متبعثر وعشواءي، من جهة الحكومة تقر بتجاهل المواطنين للجاءحة وعدم انخراطهم في محاربتها، ومن جهة أخرى تسمح لهم باتخاذ قرار التعليم حضوريا أو عن بعد. السؤال هو :

هل لدينا مواطنيين مختلفين ام لدينا حكومتين؟

الجواب هو لدينا حكومة فقدت صواب اتخاذ القرار وارمت بالكرة في ملعب المواطن الذي لا حول له ولا قوة.

في رأيي الشخصي المتواضع، ربما إعلان سنة بيضاء والتضحية بسنة من العمر هو أفضل بالتضحية بجيل بأكمله.

وفي خلال هذه السنة يمكن الانكباب على دراسة مشاكل التعليم بهدوء تام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى