تعيش المملكة المغربية، ومعها الأقاليم الجنوبية، بما فيها إقليم بوجدور، أجواء احتفالية مليئة بالفخر والاعتزاز بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، التي جسدت أسمى صور الوحدة الوطنية والتلاحم بين العرش والشعب.
وأكد السيد أحمد خيار، رئيس المجلس الإقليمي لبوجدور، أن الخطاب الملكي الأخير يمثل مرحلة حاسمة في مسار تثبيت مغربية الصحراء وتعزيز الاعتراف الدولي بعدالة الموقف المغربي. واعتبر تزامن الخطاب الملكي مع قرار مجلس الأمن الداعم لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية ليس مصادفة، بل نتاج عمل دبلوماسي طويل قادته القيادة الملكية بحكمة وبعد نظر، جعل قضية الصحراء المغربية محور ثقة دولية ومصدراً للاعتراف بحقوق المملكة.
وأوضح السيد خيار أن هذا المنعطف التاريخي يعكس انتصار الدبلوماسية المغربية الرصينة، التي نجحت في كسب احترام المنتظم الدولي وإثبات جدية مبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي وعملي يضمن الأمن والاستقرار ويحقق تطلعات السكان في التنمية والكرامة. وأضاف أن المسيرة الخضراء لم تكن حدثاً تاريخياً منفصلاً، بل مساراً مستمراً من البناء والعطاء، تتجدد روحها اليوم في مشاريع التنمية الشاملة التي تعرفها الأقاليم الجنوبية بفضل الرؤية الملكية التي جعلت من هذه الجهات نموذجاً متقدماً في الاندماج الوطني والازدهار الاقتصادي والاجتماعي.
وأكد رئيس المجلس الإقليمي أن دعم الحكم الذاتي يعكس اجماعاً دولياً متنامياً على عدالة الموقف المغربي ويبرز دور المملكة كقوة استقرار وسلام في المنطقة، مشدداً على أن الحل في الصحراء المغربية يمر عبر المبادرة المغربية وحدها باعتبارها مبادرة مسؤولة وواقعية وذات مصداقية. وأضاف أن هذا المكسب الدبلوماسي التاريخي يفرض مسؤولية جماعية لترسيخ قيم الانتماء وحماية المكتسبات الوطنية، مشيراً إلى أن روح المسيرة الخضراء ستظل حاضرة في وجدان الأمة ومصدر إلهام للأجيال في مسيرة البناء والإخلاص للوطن.
واختتم السيد أحمد خيار تصريحه بالتأكيد على أن ساكنة الإقليم ومؤسساته المنتخبة تبقى مجندة وراء جلالة الملك محمد السادس نصره الله، منخرطة في مسيرة التنمية المستدامة ومتشبثة بثوابت الأمة ووحدتها الترابية من طنجة إلى لكويرة، وفاءً لروح المسيرة الخضراء وتجديداً للعهد على مواصلة البناء وصون السيادة الوطنية.
