تراجعت أسعار الذهب اليوم الخميس للجلسة الثالثة على التوالي، وذلك بعد أن أشار محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى أن بعض مسؤوليه يميلون إلى رفع أسعار الفائدة.
بحلول الساعة السابعة صباحاً بتوقيت غرينتش، هبط الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.6% ليصل إلى 2365.49 دولاراً للأونصة، بينما انخفضت العقود الأمريكية الآجلة بنسبة 1.1% لتسجل 2367.60 دولاراً.
وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد توقع، يوم الأربعاء، الإبقاء على سعر الفائدة عند مستواه الحالي، إلا أنه أشار إلى وجود نقاشات حول إمكانية رفعه مجدداً. وقد أدى هذا الإعلان إلى تراجع في أسعار الذهب، حيث ينعكس رفع أسعار الفائدة سلباً على جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن، في ظل ارتفاع العوائد على الأصول الأخرى مثل السندات.
وفي هذا السياق، نقلت وسائل إعلام عن تيم ووترر، كبير محللي السوق في مؤسسة “كيه.سي.إم تريد”، قوله إن “الذهب تعرض لصدمة بعد أن ذكر محضر الفيدرالي المستثمرين بأن تخفيضات أسعار الفائدة بعيدة الوقوع”، مضيفاً: “هناك فرصة لأن ينجرف الذهب مرة أخرى إلى مستويات حول 2355 دولاراً إذا واصل الدولار الصعود”.
وأشار ووترر إلى أن التوقعات على المدى المتوسط والطويل لا تزال تبدو إيجابية بالنسبة للذهب، لكن هذا يعتمد بشكل كبير على قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة في المستقبل. وقد يظل الذهب تحت ضغط في الفترة المقبلة إذا استمرت التوقعات برفع أسعار الفائدة، مما يعزز من قيمة الدولار ويقلل من جاذبية الذهب كاستثمار بديل.
يذكر أن الذهب يعتبر ملاذاً آمناً في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، إلا أن رفع أسعار الفائدة يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائداً ثابتاً، مقارنة بالأصول الأخرى مثل السندات والأسهم التي قد تحقق عوائد أعلى مع ارتفاع الفائدة.
ختاماً، تبقى الأنظار متجهة نحو قرارات الاحتياطي الفيدرالي المستقبلية وأي مؤشرات جديدة حول السياسة النقدية الأمريكية، والتي سيكون لها تأثير كبير على تحركات أسعار الذهب في الأسواق العالمية.