فاجعة إنسانية جديدة تضاف إلى سلسلة الأزمات التي تعصف بجمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث لقي 12 شخصاً على الأقل مصرعهم وأصيب 30 آخرون، معظمهم من النساء والأطفال، إثر هجوم استهدف ثلاثة مخيمات للنازحين في مقاطعة شمال كيفو بشرق البلاد، مساء أمس الجمعة أثار الهجوم موجة غضب واستياء واسعة، حيث وصفته ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الكونغو الديمقراطية، أنجيل ديكونغ-أتانغانا، بأنه “أسوأ انتهاك إنساني تشهده مقاطعة شمال كيفو منذ أكثر من سنتين”.اتّهمت حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية جماعة المتمردين “23 مارس بالمسؤولية عن الهجوم. وتخوض هذه الجماعة المسلحة مواجهات عنيفة ضدّ الجيش الكونغولي منذ مايو 2022، وتسيطر على مناطق واسعة في مقاطعة شمال كيفو.يأتي هذا الهجوم في وقتٍ حرجٍ، حيث تستعد بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو) لمغادرة البلاد بحلول نهاية عام 2024 على أقصى تقدير. وبحسب خطة الانسحاب المقررة على ثلاث مراحل، ستسلم بعثة مونوسكو قواعدها ومعداتها إلى قوات الأمن الكونغولية.يُعرب المجتمع الدولي عن قلق عميق إزاء تزايد حدة الصراع في شرق الكونغو الديمقراطية، وتأثيره الكارثي على المدنيين. وتُحذر المنظمات الإنسانية من تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة، مع نزوح آلاف الأشخاص بشكل مستمرّ بسبب أعمال العنف.تتوالى الدعوات الدولية والإقليمية لوقف فوري للعنف في شرق الكونغو الديمقراطية، وحلّ النزاع بشكلٍ سلميّ. كما تُشدّد هذه الدعوات على ضرورة حماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.تُلقي هذه الهجمات الوحشية الضوء على معاناة المدنيين المستمرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، جرّاء الصراعات المسلحة المتكررة. وتُمثّل حماية المدنيين وخلق بيئة آمنة لهم مسؤولية جماعية تتطلب جهوداً دولية وإقليمية متضافرة.