في تطور مهم يهز الساحة السياسية في ليبيا، أشار عبدالله باتيلي، المبعوث الأممي إلى ليبيا، إلى استمرار الخلاف الواضح بين مجلسي النواب والدولة حول قضية القوانين الانتخابية وتشكيل حكومة جديدة. وفي كلمته أمام جلسة مجلس الأمن حول ليبيا مساء الإثنين، أكد باتيلي أن هذا الخلاف يمثل تهديدًا جديدًا للأزمة السياسية في البلاد.
ومن بين القضايا الرئيسية التي لم تجد حلاً حتى الآن هي الجولة الثانية الإلزامية للانتخابات الرئاسية. وفقًا للمادة الإلزامية، يتوجب على المرشحين الذين قادوا في الجولة الأولى الدخول في جولة ثانية، بغض النظر عن عدد الأصوات التي حصلوا عليها. هذا الخلاف حول الجولة الثانية قد يعقد إجراء الانتخابات في يوم واحد، مما يضع السلطة النيابية تحت سيطرة الرئاسة ويخلق توترات سياسية خطيرة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك خلاف آخر حول اختيار الحكومة الجديدة، وهو الأمر الذي لن يتم إلا من خلال التفاوض والاتفاق بين الأطراف المختلفة. وقد أبلغت مفوضية الانتخابات البعثة الأممية أن تنفيذ القوانين الانتخابية لن يبدأ إلا بعد حل هذا الخلاف.
من الواضح أن القضايا الانتخابية ليست العائق الوحيد. تحتاج البلاد أيضًا إلى دعم من جميع المؤسسات والجماعات الأمنية والعسكرية والأحزاب السياسية. باتيلي أعرب عن استعداده لدعم تشكيل حكومة واحدة تستعد لإجراء الانتخابات وتأمل أن تسهم هذه العملية في تحقيق الاستقرار في ليبيا.
على الرغم من الصراعات والتحديات الكبيرة، يجب على المجتمع الدولي دعم الشعب الليبي في مسعاه لإنهاء النزاع والتفكك وتحقيق الاستقرار من خلال العملية الانتخابية. إن تحقيق هذا الهدف يعتبر السبيل الوحيد لإعادة بناء ليبيا وتوحيد مؤسساتها تحت سقف واحد.
