في لحظة حاسمة للسياسة الألمانية، يبدو أن ائتلاف المستشار الألماني أولاف شولتس يواجه اختبارًا صعبًا في انتخابات الولايتين الرئيسيتين القادمتين. حيث تقع هذه الانتخابات في منتصف فترة ولايته، ويشير التوقعات إلى أنه قد يتعرض لضربة قوية، بينما تستعد اليمين المتطرف لتحقيق مكاسب جديدة.
يتوقع أن يتجه نحو 14 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد في ولايتي جنوب بافاريا وهيسن، وهما ولايتين تواجهان تحديات كبيرة. مع ارتفاع معدلات الهجرة والمشكلات الاقتصادية التي تعاني منها هاتان الولايتين، يبدو أن الناخبين سيصوتون بناءً على قضايا ملموسة تؤثر على حياتهم اليومية.
يُذكر أن شولتس تولى السلطة قبل نحو عامين على رأس ائتلاف يضم ثلاثة أحزاب: حزب الاشتراكي الديمقراطي من الوسط اليسار، وحزب الخضر، والحزب الديمقراطي الحر. ومع مرور الوقت، واجهت حكومته عددًا من التحديات الكبيرة، بدءًا من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، التي أجبرتها على تغيير مواقفها السياسية بسرعة، وصولًا إلى أزمة الطاقة التي ضربت أكبر اقتصاد في أوروبا بقوة.
وما يزيد من صعوبة موقف شولتس هو الانقسام الداخلي في ائتلافه، حيث تدور نقاشات حادة حول قضايا حساسة مثل سياسات المناخ وخفض الإنفاق. هذا الانقسام يضعف قدرته على التصدي للتحديات الداخلية والخارجية على حد سواء.
في هذا السياق، فإن انتخابات الولايتين المقبلتين تمثل اختبارًا حاسمًا للمستشار شولتس ولاحتمالية استمرار حكومته في تحقيق أهدافها وتطبيق برامجها. سيكون عليه أن يقدم حلاً لمشكلات الهجرة والاقتصاد التي تواجهها هاتان الولايتين وأن يجد طريقة لتوحيد ائتلافه وإعادة بناء الثقة الجماهيرية فيه.
إذا نجح في هذا التحدي، قد يكون لديه فرصة لتعزيز مكانته واستقرار حكومته. وإذا فشل، فقد تتعاظم التوترات السياسية والتحديات التي تواجه ألمانيا في السنوات المقبلة، مما يجعل هذه الانتخابات أحد أهم المحطات في تاريخ السياسة الألمانية المعاصرة.