فاربريس
الكتابة الوطنية
عقدت الجامعة الوطنية لقطاع الصحة المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بحمد الله وتوفيقه مؤتمرها الخامس أيام 03 و 04 دجنبر 2022 بالمركب الدولي للشباب والطفولة ببوزنيقة تحت شعار:
” متشبثون بوحدتنا الترابية منخرطون في إنجاح الحماية الاجتماعية مناضلون من أجل التنزيل السليم للوظيفة الصحية ” وقد أشرفت الأمانة العامة للاتحاد على سير أشغال المؤتمر برئاسة نائب الأمين العام الأستاذ محمد الزويتن وبمساعدة المسؤول التنظيمي للاتحاد الأستاذ حميد بن الشيخ .
وتأتي هذه المحطة التنظيمية والنضالية من حياة الجامعة في ظروف استثنائية وسياق خاص يميز القطاع الصحي ببلادنا ، والتي تتمثل من جهة في الصعوبات التي واجهتها الأنظمة الصحية في العالم وفي المغرب على صعيد تدبير جائحة كوفيد 19 ، حيث أبدى فيها موظفو القطاع صمودا استثنائيا بالرغم من الإكراهات والنقائص .
وأيضا تنزيل وتنفيذ التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله المتعلقة بإطلاق إصلاح جدري وتأهيل عميق للقطاع الصحي من جهة أخرى ، بما يستجيب لمواكبة ورش تعميم الحماية الاجتماعية، مما يقتضي إعادة هيكلة وإصلاح المنظومة الصحية الوطنية، والمتضمنة في القانون الإطار رقم 06.22
انطلقت أشغال المؤتمر الخامس بالافتتاح بآيات بيّنات من كتاب الله الحكيم بصوت أحد مناضلي الجامعة ،
و جاءت كلمة افتتاح الجلسة العامة الأولى بالترحيب بكل المؤتمرين والإعلان المسبق بتباشير النجاح من خلال الحضور النوعي والمكثف و الوازن و المتميز لجميع مناضلي ومناضلات من كل الجهات والأقاليم ،
كما ذكّر نائب الأمين العام بالسياق الدولي والوطني الذي ينعقد فيه المؤتمر الوطني الخامس للجامعة،
و في الجلسة العامة الثانية و في جوّ حماسي تابع المؤتمر أشغاله حيث تم عرض ومناقشة التقريرين الأدبي والمالي والمصادقة عليهما للمرحلة الممتدة من يونيو 2016 تاريخ المؤتمر الرابع إلى دجنبر 2022 .
وطبقا لمقتضيات المقررات التنظيمية للجامعة والاتحاد جاءت الجلسة العامة الثالثة ، التي خصصت لانتخاب الكاتب العام الوطني و ذلك في مرحلتين : الأولى بالتصويت السري لاختيار المرشحين الثلاثة الحاصلين على أعلى نسبة من أصوات المؤتمرين ، تبعتها المرحلة الثانية حسب القانون الداخلي للمنظمة حيث تمّ التداول في الأسماء الثلاثة الأولى ، قبل قيام المؤتمرين بالتصويت السري الذي أعطت أعلى نسبة للأخ زكيري محمد وتكليفه كاتبا عاما للجامعة خلفا للدكتور رضى شروف .
وقد اقترح الكاتب الوطني الجديد (المنتمي لفئة الإداريين) نائبين له من الفئتين المتبقيتين ، أفرزت اسم الأخ يونس لبيض نائبا أولا (عن فئة الممرضين وتقنيي الصحة ) والدكتور رضى شروف عن فئة الأطباء والصيادلة وجراحي الأسنان نائبا ثانيا، وذلك احتراما لمبدأ تمثيلية جميع الفئات في القيادة الوطنية للجامعة والحرص على مبدأ تداول كل الفئات على منصب الكاتب الوطني ، كما تمّ بعد ذلك اختيار أعضاء المجلس الوطني الجديد من طرف ممثلي الجهات .
بعد ذلك تم التصويت سريا على اللائحة لأعضاء المكتب الوطني الخمسة عشر من طرف الكاتب الوطني الجديد للجامعة و التي جاءت كالتالي : أوهايو …… – رشيد القاضي – بياض حميد – …… – عز الدين العنبسي- احمد زعبولي – ……. – ……..- ……….. – ………. – …………. – ……… – ……. – ……… – …………….
و بعد النجاح الكبير الذي شهده المؤتمر الوطني الخامس كمحطة تنظيمية و إشعاعية و نضالية في تاريخ الجامعة الوطنية لقطاع الصحة و الذي شكل عرسا نضاليا متميزا بكل المقاييس ، ينضاف إلى المحطات الناصعة التي راكمتها الجامعة الوطنية لقطاع الصحة منذ ولادتها من خلال ديمقراطية داخلية ، وديناميكية قوية في كل المناطق والجهات، وبناء تنظيمي متماسك يشهد القريب والبعيد بخصوصيته الرائدة رغم كل الإكراهات ، تداول المؤتمرون في قضايا مختلفة و شؤون تخص جامعتهم مؤكدين على أنه يجب أن تبقى رقما مهما في الساحة النقابية بقطاع الصحة و أن كل الإكراهات التي عرفتها لن تزيدها إلا قوة من ذي قبل رغم ما سيكلف مناضليها من المزيد من المسؤولية والأعباء خدمة لموظفي القطاع وسعيا لتحقيق انتظاراتهم و طموحاتهم خصوصا في المرحلة الراهنة التي ارتفع فيها منسوب الوعي و اليقظة لكل الموظفين و رغبتهم الملحّة في تحقيق التغيير و الإصلاح و مقاومة لكل مظاهر الفساد وقد شكل المؤتمر كأعلى سلطة تنظيمية و تقريرية للجامعة فرصة هامة للنقاش والتباحث نتج عنه توصيات عامة أهمها :
- تهنئة خاصة و تحية شكر و تقدير لكافة مناضلي و مناضلات الجامعة الوطنية لقطاع الصحة على انخراطهم و مساهمته في إنجاح المؤتمر الخامس كمحطة تاريخية متميزة إعدادا و تنظيما و مشاركة
- التأكيد على التشبث بمرجعية منظمتنا النقابية وبالمبادئ الأصيلة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، والتشبث أيضا بالثوابت الوطنية و من ضمنها الحرص على خدمة الوطن و الدفاع عن وحدته ومقدساته وعن وحدتنا الترابية ومغربية أقاليمنا الجنوبية وبالقضايا الكبرى للأمة الإسلامية و على رأسها قضية فلسطين العادلة والاهتمام بصحة و سلامة المواطن، والحفاظ على السلم الاجتماعي ، وتكريس مبدأ الدبلوماسية النقابية في الملتقيات الدولية دفاعا عن الوطن .
- الالتزام و الانضباط للقرارات الصادرة و احترام القوانين الأساسية و الأنظمة الداخلية للمؤسسات و الهياكل لكل من الإتحاد و الجامعة ، والحرص على تمثيل الهيئات خير تمثيل ،والدفاع عن سمعتها ومبادئها وعدم الإخلال بشروط العضوية أو الانخراط .
- التركيز على بناء جديد لـمنظومة التواصل الداخلي و تبادل الخبرات والتجارب والاستفادة من كل الطاقات والكفاءات والتركيز على أهمية التأطير والتكوين لتأهيل مناضلي ومناضلات الجامعة في المرحلة القادمة.
- وضع استراتيجية جديدة و طموحة لإعادة التنظيم و مراجعة الهيكلة وتوسيع تواجد الجامعة في كل الجهات و الأقاليم و المؤسسات عبر تجديد و تأسيس مكاتب خاصة بالمناطق الضعيفة التمثيلية ، وإحياء رابطة المراكز الاستشفائية الجامعية تعتني خصيصا بكل ما يتعلق بالشأن النقابي داخل هذه المراكز لخصوصيتها وحجمها ومكانتها داخل المنظومة الصحية ببلادنا خصوصا مع المستجدات التي تجعل منها قطب صحي وفق التقسيم الترابي الجديد للجهات
- مواصلة النضال لرد الاعتبار لمهنيي القطاع والدفاع عن كرامتهم، وتبني مطالبهم العادلة ومحاربة الفساد ورفض التضييق على الحريات النقابية ، والمطالبة بضرورة إنصاف كل الفئات و توفير الحماية القانونية والحماية الأمنية لهم و تنظيم مراسيم وإجراءات السلامة المهنية ضد الحوادث و طب الشغل ، و الاهتمام بالظروف الصحية و النفسية لموظفي قطاع الصحة الذين يعيشون ضغوطات مادية و معنوية و نفسية يوميا في أقسامهم و مصالحهم
- تذكير الوزارة الوصية بمطالب كل الفئات من قابلات وأطباء و مهندسين و تقنيين وصيادلة وجراحي الأسنان و ممرضين وتقني الصحة و متصرفين و مساعدين طبيين و تقنيي الإسعاف و مساعدين تقنيين وسائقين وإداريين و أساتذة و أطر و خريجي المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة وأطر و خريجي المدرسة الوطنية للصحة العمومية و المعهد الوطني للصحة ومراكز تحاقن الدم وموظفو الإدارة المركزية ، وتصحيح الوضع بالنسبة للمراكز الاستشفائية الجامعية والاستجابة الفورية للمطالب العادلة و المشروعة للعاملين بها
دون إغفال الاهتمام البالغ بالموظفين والموظفات المعاقين أو من ذوي الاحتياجات الخاصة.
- حث وتذكير مؤسسة الحسن الثاني للنهوض بالأعمال الاجتماعية لفائدة العاملين بالقطاع العمومي للصحة بضرورة اعتماد الشفافية و النزاهة في تسيير وتدبير مواردها المالية والبشرية ، وتفعيل و تطبيق الفصل الخامس من قانونها لوقف فوضى الريع والاستغلال لبعض الجمعيات تحت غطاء نقابي لفضاءات المؤسسات بالمقاهي والمطاعم والمتاجر وغيرها ، وأيضا ترشيد النفقات وعقلنة كل الأنشطة والمخططات مع إشراك ممثلي الموظفين في القرارات و الاقتراحات لما يعود بالنفع أولا و أخيرا عليهم مستقبلا .
- تذكير الحكومة والوزارة بالمواقف الثابتة والصامدة للجامعة الوطنية لقطاع الصحة التابعة للإتحاد الوطني للشغل بالمغرب باحترام خصوصية المهن الصحية والالتزام بمخرجات الحوار الاجتماعي القطاعي في كل مراحله وإخراجه من دائرة استهلاك الوقت والتسويف إلى دائرة الجدية وتنفيذ كل قرارات المتفق عليها ، وتحذير الجامعة ورفضها القاطع للمقاربة الفوقية والمنهجية السلطوية في تنزيل القرارات والقوانين خصوصا المشروعين رقم 08.22 و 09.22 دون إشراك حقيقي لممثلي الموظفين ووضع مصير الشغيلة أمام المجهول في إجهاز واضح على مبدأ احترام الحقوق .
- تثمين مبدأ التضامن والانفتاح ومد اليد إلى جميع الهيئات النقابية بقطاع الصحة ودعوتها إلى التنسيق القوي والتعاون الجدي وجعل مصالح الشغيلة الصحية فوق كل الاعتبارات إيمانا بأن قوة النقابات في وحدتها وليس في تشتتها ، ورص الصفوف والاستعداد للدفاع عن حقوق الشغيلة صفا واحدا وفق ما تتطلبه المرحلة الحالية والمستقبلية من تحديات ورهانات.
واختتم المؤتمر الوطني الخامس أشغاله و لله الحمد بنجاح استثنائي، وقد بدد نجاح هذا العرس النضالي والمحطة التاريخية من حياة الجامعة كل الشكوك و مخاوف الغيورين على مصير الجامعة بعدما أجمع كل المؤتمرين والمؤتمرات على تشبثهم بالاتحاد والجامعة كهيئة نقابية وطنية واستعدادهم الكامل ورغبتهم القوية في مواجهة التحديات والاكراهات الجديدة للحفاظ على تميز الجامعة وخطها النضالي النظيف الذي راكمته في السنوات السابقة من خلال العمل على تنفيذ توصيات المؤتمر و تثمين مقترحات المؤتمرين والمؤتمرات، والدفاع عن المطالب بكل الوسائل المشروعة عبر تحيين الملف المطلبي الوطني المتميز والشامل والذي قدمته الجامعة للوزارة عند انطلاق الحوار الاجتماعي القطاعي في 2018 والنابع من إرادة القواعد ويعبر عن جميع الفئات دون استثناء والذي سيتعزز بما أملته المستجدات انطلاقا مما يجري هذه الأيام في أروقة الوزارة .
وعبر الجميع على حرصهم والتزامهم بالعهد والوفاء لمبادئ الجامعة والانضباط لقراراتها. وكذا بالدعاء الخالص لله أن يوفق كل الهياكل الجديدة المنتخبة وأعضاء المكتب الوطني الجديد والمجلس الوطني الجديد برفع مستوى التحدي والاجتهاد لتحقيق المنجزات والمكاسب ولإنجاح كل مخططات المرحلة الجديدة بإذن الله وقوته خدمة للوطن والمواطنين والشغيلة الصحية ، وأن نساهم بالجهد والقدر المستطاع حتى يستعيد مغربنا الحبيب عافيته ويحقق الانتصارات في كل المجالات تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه . وعاشت الجامعة الوطنية لقطاع الصحة ثابتة على المبادئ وفيّة وصادقة في النضال.
و حرر في الدار البيضاء بتاريخ 07 دجنبر 2022
إمضاء : ذ. زكيــري محمد
الكاتب العام الوطني للجامعة الوطنية لقطاع الصحة