رفضت الحكومة الألمانية رسميًا مقترح المفوضية الأوروبية القاضي بزيادة ميزانية الاتحاد الأوروبي طويلة الأجل إلى نحو تريليوني يورو للفترة من 2028 إلى 2034. وأكدت برلين أن هذه الزيادة “غير مقبولة” في وقت تسعى فيه الدول الأعضاء إلى تحقيق توازن في موازناتها الوطنية.وبهذا الخصوص، صرح المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفان كورنيليوس، بأن برلين لن توافق على الزيادة المقترحة، التي تتجاوز الميزانية الحالية (2021-2027) بنحو 700 مليار يورو. ويبدو أن هذا الرفض يأتي في سياق ضغوط مالية متزايدة تواجهها ألمانيا، ما يجعلها حذرة في اتخاذ أي خطوات قد تؤدي إلى تفاقم الأعباء المالية.
من جانبها، دافعت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، عن المقترح، معتبرة أنه “يعكس تحديات أوروبا ويعزز استقلاليتها” في مجالات حيوية مثل الدفاع والاقتصاد. وهي بذلك تشير إلى الحاجة الملحة لتوسيع نطاق الإنفاق في ظل الأزمات المتعددة التي تؤثر على القارة.كونها أكبر اقتصاد في الاتحاد، تعد ألمانيا المساهم الرئيسي في ميزانية الاتحاد، حيث تغطي ما يقارب ربع الإنفاق السنوي. ولهذا فهي تعارض بشدة أي زيادات قد تؤدي إلى تحميلها أعباء مالية إضافية، خاصة مع وجود مقترحات جديدة تشمل فرض رسوم على الشركات الكبرى والنفايات الإلكترونية.تشير التوقعات إلى أن مقترحات المفوضية ستدخل في مسلسل من المفاوضات المعقدة داخل البرلمان الأوروبي، وبين الدول الأعضاء. وهذا يأتي في ظل الانقسامات العميقة بين الدول الداعمة للإنفاق المشترك وتلك المتحفظة على تحمل أعباء إضافية في وقت تتزايد فيه التحديات الاقتصادية.