اقتصادمجتمع

قطاع السياحة في غرفة الإنعاش..

جلال دحموني

اكتب خطوطي هاته بحبر من الأسى والتحسر على جدران اثارنا التي أصبحت وحيدة بين الدروب العتيقة. اتأسف واتحسر على أنامل صناع وحرفي النحاس والخزف. فاوانيهم قد اشتاقت للمسات السائح واشتاقت لنظرات التعجب لنقوش الفن العتيق.
اتأسف واتحسر على لسان المرشدين السياحيين الذي أصبح ابكما بعدما كان يغرد بسطور التاريخ المغربي لمدة 1200 سنة.
اتحسر على لهفة الملايين من عشاق تاريخ المغرب وحضارته الذين يقطعون الأميال وينفقون الملايين من أجل جولة بدروب فاس أو مراكش أو الصويرة وغيرهم من المدن والجبال والصحاري.
مع كل هذا الأسف والتحسر لدي الكثير من الاستغراب من المسؤولين المغاربة الذين لم يكتفوا أنفسهم دقيقة واحدة لمجالسة منكوبي السياحة والصناعة التقليدية والعمل على إيجاد حل استعجالي يشجعهم على الاستمرار في حفظ تاريخ المغرب وحضارته. فرغم جهود ملك البلاد حفظه الله في هذا القطاع إلا أن المسؤولين لا يبذلون من جهدهم إلا القليل.
فتحت قبة البرلمان تتعالى أصوات ممثلي القطاع إلا أن هذه الأصوات تدافع فقط على مصالح الكبار من ملاك الفنادق الفخمة والقرى السياحية. ان هؤولاء سيعوضون خساءرهم بمجرد فتح العلب الليلية. ان هذه الأصوات لا تدافع على الصناع والتجار البسطاء وسط دروب المدينة القديمة ولا تدافع على المرشدين السياحيين ولا تدافع على شركات النقل السياحي.
ولهذا فإن مدة السياحة على سرير الإنعاش ستطول أكثر وخاصة بعد اتفاق وزراء السياحة بالاتحاد الأوروبي على الثريت في فتح الحدود أمام السياحة الدولية.
فحسب تصريحات وزيري السياحة الألماني والنمساوي فإن دول الاتحاد ما زالت تناقش إمكانية رفع الحظر على السياحة وهذا لن يكون خلال هذا الصيف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى