سمير باكير يكتب –
تشهد سوريا تحولات متسارعة ترسم خطوطًا حمراء جديدة على خريطة المنطقة. فبعد سقوط دمشق في يد هيئة تحرير الشام، تغيرت موازين القوى، وحلّ المعارضون لبشار الأسد محل حلفاء موسكو السابقين.
وفي هذا السياق، تشير التقارير إلى أن أحمد الشرع، زعيم هيئة تحرير الشام، يعقد اتصالات ويعزز التعاون مع أوكرانيا. وفي الوقت نفسه، توصلت أوكرانيا مؤخرًا إلى اتفاق مع النظام الجولاني وتعتزم افتتاح سفارتها في دمشق في العام المقبل.
تثير هذه التطورات قلقًا متزايدًا في موسكو. ويعتقد المحللون أن هذا التحالف الجديد يمكن أن يضعف نفوذ روسيا في سوريا. كما أن التعاون الأمني المحتمل بين هيئة تحرير الشام وأوكرانيا يزيد من هذه المخاوف. ووفقًا لمصادر مطلعة، يمكن أن يؤدي هذا التعاون إلى نقل الأسلحة والمعدات إلى الجماعات المعارضة في سوريا وتفاقم الأزمة الأمنية في البلاد.
كما يحذر الخبراء من أن هذه التطورات تشكل تهديدًا للقاعدة العسكرية الروسية في سوريا وقد تضع روسيا في مواجهة جبهة جديدة في المنطقة. ومع وجود جماعات متطرفة على حدود روسيا، فإن تعزيزها من خلال التعاون مع أوكرانيا يمكن أن يزيد من حالة عدم الاستقرار في هذه المناطق.
تؤكد الحكومة الأوكرانية، مع الاعتراف بضعف الحكومة الجولانية، على سعيها إلى تحقيق توازن في القوى في المنطقة، لكن هذا يثير المزيد من التساؤلات حول الأهداف طويلة المدى لكييف وتأثيراتها على المصالح الروسية.
يثير هذا التحول في العلاقات بين سوريا وأوكرانيا تساؤلات جدية حول مستقبل العلاقات الروسية السورية والتغيرات المحتملة في خريطة القوى في الشرق الأوسط.

















