
في اجواء ثقافية تعكس الاعتزاز العميق بالإرث الحساني وفي اطار فعاليات موسم طانطان الثقافي والتراثي احتضن فضاء الندوات جلسة افتتاحية لندوة رئيسية خصصت لموضوع الشعر النسائي في الصحراء التبراع من الممارسة إلى التوثيق وسط حضور نوعي ضم نخبة من الباحثين والشعراء والاكاديميين والمهتمين بالشأن الثقافي الحساني
وقد ناب احد ممثلي مؤسسة أموكار عن رئيس المؤسسة في القاء الكلمة الافتتاحية معلنا تعذر حضور هذا الاخير لأسباب خاصة لينقل بالمقابل تحياته الحارة وتقديره العميق للمشاركين في هذه الندوة التي اعتبرها محطة بارزة في مسار ابراز الذاكرة الثقافية الصحراوية
واشادت الكلمة بالدور الريادي لمؤسسة أموكار في ترسيخ الثقافة الحسانية وتعزيز حضورها ضمن المشهد الوطني من خلال سلسلة من الندوات الفكرية واللقاءات الثقافية التي تنظمها المؤسسة بشراكة مع جمعيات المجتمع المدني النشيطة بالمنطقة في اطار مهرجان طانطان الذي اصبح حدثا دوليا يكرس الهوية الصحراوية ويحتفي بتنوعها
وأكدت الكلمة ان اختيار موضوع التبراع كمحور لندوة هذا العام لم يكن اعتباطيا بل جاء تقديرا لهذا الفن النسائي المتجذر في وجدان المرأة الصحراوية والذي يشكل احد ارقى تجليات الابداع الشعري النسائي في الثقافة الحسانية ووصفت الكلمة التبراع بأنه قصيدة صغيرة من شطرين ذات روي واحد كما حددته الباحثة كاثرين تين الشيخ مشيرة إلى ان هذا الشكل الشعري يتميز ببنية خاصة واداء فني فريد يميزه عن باقي انماط الشعر الحساني الذكوري
واعتبر ممثل رئيس المؤسسة ان التبراع ليس مجرد تعبير ادبي بل هو وثيقة وجدانية واجتماعية تعكس قدرة النساء الصحراويات على التعبير عن العاطفة والحب وفي الوقت ذاته عن قضايا الوطن والانسان وهو ما ابرزته الباحثة العالية ماء العينين في دراستها المرجعية نساء على اجنحة التبراع التي اوضحت فيها كيف ان هذا الفن مكن المرأة الحسانية من صناعة صوتها الخاص داخل مجتمع يقدر الحشمة والرزانة
وشددت الكلمة على الاهمية البالغة التي يكتسيها التوثيق الاكاديمي لهذا اللون الشعري مبرزة الجهود القيمة التي قامت بها اكاديمية المملكة المغربية في هذا الصدد من خلال اصدارها لكتاب مرجعي يتناول شعر التبراع تضمن مختارات مترجمة إلى اللغة الفرنسية في مبادرة تسعى إلى تعريف العالم بهذا الكنز الثقافي الشفهي الذي تختزله النساء الصحراويات منذ قرون
واختتم المتحدث باسم رئيس مؤسسة أموكار كلمته بالدعوة إلى بلورة توصيات عملية من هذه الندوة تروم تعزيز جهود التوثيق والنشر المستدام لهذا الموروث النسائي بما يضمن استمرارية حضوره في الذاكرة الجماعية وصونه كرافد اساسي من روافد الثقافة الوطنية