عندما تلتقي الثقافات وتتقاطع مسارات العلم والمعرفة، يمكن أن تحدث تحولات مذهلة في العالم. وهذا هو بالضبط ما يعكسه إحداث “كرسي المملكة المغربية” بجامعة الشيلي المرموقة في العاصمة سانتياغو. هذه الخطوة الجريئة تهدف إلى تعزيز الفهم والتواصل بين المملكة المغربية وباقي أنحاء العالم، وتسليط الضوء على ثقافتها المتنوعة وتراثها الغني.
“كرسي المملكة المغربية” يأتي في إطار التعاون الثقافي والأكاديمي بين المملكة المغربية وجمهورية الشيلي، ويمثل نقطة تحول مهمة في هذا التعاون. حيث يهدف هذا الكرسي إلى تعزيز فهم عميق للمملكة المغربية وتعددية ثقافتها وتاريخها الطويل.
الأستاذة باز ميليت من معهد الدراسات الدولية بجامعة الشيلي تشير إلى أهمية إطلاق “كرسي المملكة المغربية” قائلة: “إنه يعد تتويجا لسبعة أعوام من العمل المشترك مع سفارة المغرب بسانتياغو”. هذا التعاون الطويل يمكن أن يكون مثالاً حياً على الجهود المشتركة بين الدول لتعزيز التفاهم والمعرفة المتبادلة.
تعتزم جامعة الشيلي استغلال هذا الكرسي الجديد لإنشاء شبكات تواصل دولية وتوسيع دائرة المعرفة. سيكون للكرسي دور رئيسي في تعزيز الأبحاث والدراسات حول المملكة المغربية، ومنح الطلاب الفرصة لفهم أعمق لهذا البلد الذي يتمتع بتاريخ وثقافة غنيين.
لم يقتصر التعاون بين المملكة المغربية وجمهورية الشيلي على إحداث “كرسي المملكة المغربية” فحسب، بل تم توقيع اتفاقية تعاون أخرى تعزز التعاون الأكاديمي والثقافي بين البلدين. هذا يعكس التزام الشيلي والمغرب بتعزيز التبادل الثقافي والتعاون الأكاديمي.
في محاضرتها بعنوان “مكتسبات المرأة المغربية في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس”، ألقت سفيرة المملكة المغربية بالشيلي، السيدة كنزة الغالي، الضوء على دور المرأة في المجتمع المغربي وتقدمها على مر السنوات. إن تعزيز حقوق المرأة ومشاركتها الفعّالة في جميع المجالات هو جزء من رؤية المملكة المغربية للمستقبل.
يظهر هذا الكرسي والتعاون الثقافي والأكاديمي بين المملكة المغربية وجمهورية الشيلي كخطوة إيجابية نحو بناء جسر ثقافي يربط بين الشرق والغرب، وبين العرب واللاتينيين، وبين العالمين العربي والأمريكي اللاتيني. إنها خطوة تعزز التبادل الثقافي وتعزز فهم الثقافات المتنوعة في هذا العالم المترابط، وتعكس رغبة البلدين في بناء علاقات تعاون قوية ومستدامة.