منذ فترة طويلة، كانت شبه الجزيرة الكورية عرضة للتوترات والتهديدات الأمنية المستمرة، واليوم تقوم كوريا الجنوبية بخطوة هامة نحو تعزيز قدراتها العسكرية الدفاعية. حيث أعلنت الحكومة الكورية الجنوبية عن استثمار ضخم يقدر بحوالي 218 مليون دولار أمريكي في تطوير صاروخ محلي خارق للتحصينات.
تأتي هذه الخطوة في سياق تصاعد التوترات مع كوريا الشمالية، وتطور القدرات الصاروخية والنووية للكوريين الشماليين. وهدف هذا المشروع الجديد إلى تطوير نسخة محسنة من صاروخ أرض-أرض تكتيكي كوري مع تركيز على قدرته على ضرب الأهداف المعادية تحت الأرض.
من المقرر أن يتم تشغيل هذا الصاروخ المحسن على منصة إطلاق متنقلة، وسيعزز بشكل كبير قدرات القوات المسلحة الكورية الجنوبية في توجيه ضربات دقيقة ضد أهداف معقدة مخبأة داخل الأنفاق والمخابئ.
وفي هذا السياق، أكدت إدارة برنامج الاقتناء الدفاعي أن الهدف الرئيسي لهذا الصاروخ الجديد هو استهداف الأنظمة العسكرية الكورية الشمالية المخبأة تحت الأرض، مثل قطع المدفعية بعيدة المدى في الأنفاق. وهذا يأتي كاستجابة لأحداث مثل تلك التي وقعت في عام 2010 عندما قصفت المدفعية الساحلية الكورية الشمالية جزيرة يونبيونغ الكورية الجنوبية من خلال أنفاق تحت الأرض، مما أسفر عن سقوط ضحايا.
من المتوقع أن يأتي هذا الصاروخ الجديد بمدى أطول وقدرات اختراق أكبر مقارنة بالنظام الحالي. وعلى الرغم من عدم كشف الحكومة عن تفاصيل محددة حول المواصفات، إلا أنه من المتوقع أن يكون مداه أكبر من 300 كيلومتر.
تجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع الطموح سيتم تنفيذه بإشراف وكالة تطوير الدفاع الحكومية وسيستمر حتى نهاية عام 2027. ومن المنتظر أن تشارك شركات الدفاع الكبرى في إنتاج نماذج أولية للصاروخ الجديد.
تأتي هذه الخطوة كتأكيد على الالتزام القوي لكوريا الجنوبية بتعزيز قدراتها الدفاعية والحفاظ على استقرار المنطقة في وجه التحديات الأمنية المتنوعة.
