“علال فعراس ”
أنهى الملتقى الذي نظمته إحدى الجمعيات بمدينة بوجدور أيام 24-27 أكتوبر 2024 بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة فعالياته حيث اجتمع عشاق الفروسية والموروث الشعبي للاحتفاء بفن التبوريدة وثقافة البارود التي تمثل جزءاً أساسيا من التراث المغربي. غير أن الأجواء الاحتفالية تحولت إلى مأساة مأساوية بعد حادثة أصابت الطفل عبد الإله، الذي تعرض لإصابة بليغة جراء انفجار بندقية بارود في وجهه، مما سبب له حروقاً شديدة وإصابات خطيرة في العينين هذه الحادثة المؤلمة ألقت بظلالها على الملتقى، حيث باتت الأسرة تعيش في حالة من الألم والمعاناة بسبب ما أصاب ابنها، الذي اضطر للتوقف عن دراسته نتيجة الإصابات. لم تتوقف صرخات الأسرة المتألمة عند حدود منزلها، بل ناشدت المجتمع بأسره، وكذلك السلطات المحلية ، لمد يد العون في سبيل استعادة صحة الطفل وإعادته إلى حياته الطبيعية التبوريدة، كفن من فنون الفروسية المغربية، تمثل رمزاً للجرأة والجمال في التراث الشعبي. وتستقطب الفعاليات التي تحتفي بها أعداداً كبيرة من الناس، الذين يأتون لمشاهدة العروض البديعة التي يجسدها الفرسان على ظهور الخيل، مصحوبة بأصوات البارود وأهازيج الحضور. ومع ذلك، فإن حوادث مثل تلك التي وقعت مع الطفل عبد الإله تفتح باب التساؤلات حول مدى الحرص والرقابة على استخدام الأسلحة التقليدية خلال مثل هذه الفعاليات.ووفقاً لشهادة الطفل المصاب، فإن أحد الأطفال وجه بندقية البارود نحوه، مما أدى إلى الانفجار المفاجئ الذي غير مجرى حياته. وهنا يبرز تساؤل مُلح كيف يمكن السماح للأطفال باستخدام مواد خطرة مثل بارود البنادق دون إشراف صارم…..؟
وأين تقع مسؤولية المنظمين والسلطات في مراقبة هذه الأنشطة لضمان عدم وقوع حوادث مشابهة في المستقبل..؟
تستدعي هذه المأساة مراجعة شاملة للضوابط والقوانين المنظمة لاستخدام الأسلحة التقليدية في الفعاليات التراثية، خصوصاً في ظل تكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة. يجب على الجهات المعنية اتخاذ إجراءات صارمة لحماية الأطفال، تشمل توفير مراقبة كافية ووضع شروط واضحة لاستخدام البارود تضمن سلامة جميع المشاركين والمشاهدين.
إن حادثة الطفل عبد الإله تشكل جرس إنذار يستدعي العمل على تعزيز الوعي بأهمية السلامة في الفعاليات التراثية وتطبيق ضوابط أكثر صرامة للحيلولة دون وقوع مآسٍ جديدة. تأمل الأسرة، ومعها كل من يهمه الأمر، أن تكون هذه الحادثة نقطة انطلاق لإعادة النظر في الإجراءات الوقائية، من أجل حماية الأطفال وضمان استمرار تراث التبوريدة بشكل آمن وسليم يليق بتاريخه وعراقته.