
تستعد مدينة مراكش لاستقبال النسخة الثانية عشرة من مهرجان سماع مراكش للقاءات والموسيقى الصوفية، الذي يُعد واحدًا من أبرز الأحداث الثقافية والفنية في المملكة المغربية. من 19 إلى 22 أكتوبر الحالي، ستكون مراكش عاصمة السماع الصوفي، حيث يلتقي العلماء والفنانين والباحثين في أجواء تعكس عمق التراث المغربي وروحه الفنية والروحية.
بمبادرة من جمعية منية مراكش، يأتي هذا المهرجان بهدف الحفاظ على التراث السماعي الصوفي، الذي يُعد تراثًا عالميًا فريدًا يجمع بين الفن والثقافة والروحانية. يسعى المهرجان إلى تقديم فرصة للتأمل والتفكير في معاني الإنسانية والسماع الصوفي العميق.
يتطلع المهرجان إلى تعريف الجمهور بقيم الهوية والتقاليد الثقافية والروحية في المغرب، وتوضيحها لهم، بالإضافة إلى تلبية الحاجة الروحية للجمهور وكشف الحكمة الصوفية وتعاليم كبار مشايخ التصوف عبر التاريخ. إن هذا المهرجان يساهم في تعزيز الفهم والتقارب الثقافي بين مختلف الثقافات.
تأتي هذه النسخة الثانية عشرة من المهرجان كتكملة لموسمها السابق الذي ناقش حاضر ومستقبل المدن العتيقة في المغرب والشرق العربي. وتأتي هذه النسخة مشددة على دور مدينة مراكش العتيقة كمركز حضري يشهد تطورًا ملحوظًا في العقود الأخيرة، وهو تطور ينعكس في التحولات المادية والزيادة في الأنشطة في المدينة.
تضمن برنامج المهرجان العديد من الفعاليات واللقاءات الثقافية والفنية، حيث سيقوم الخبراء بتقديم تحليلات ووجهات نظر من تجاربهم في المدينة العتيقة. وسيتم خلال الأيام اللاحقة مناقشة مشاريع وإنجازات المهندسين المعماريين والمخططين الحضريين المتعلقة بالحفاظ على التراث التاريخي في المغرب وصونه.
إلى جانب الندوات والحوارات، ستكون هناك أيضًا فرصة للاستمتاع بالموسيقى الصوفية والحفلات الموسيقية المغربية الأندلسية التي ستضفي جوًا روحيًا خاصًا على المهرجان.
يُعد مهرجان سماع مراكش للقاءات والموسيقى الصوفية فرصة للتعبير عن التراث الثقافي والفني للمغرب ولتعزيز التفاهم الثقافي بين الثقافات المختلفة. إنه حدث يجسد التنوع الثقافي والروحاني للمغرب ويثبت أن الفن والثقافة هما جسر للتواصل بين الشعوب والثقافات.