الرئيسيةكتاب الاراء

مكان ضرك وقد استوعبت قصدك

 

بقلم : احمد عنج

لماذا يحاول الفرنسيون المتوهمون أن فرنسا عظيمة ، و التكبر والتعالي على البلدان النامية ؟
وما العظمة. ؟ أهي أن تستوطن أرضا لا حق لك فيها ،و ان تسلب الشعوب خيراتها و إرادتها ؟.
فرنسا بنت ثورتها على شعارات تناقض أهدافها .
ثورة التوسع والإستعمار ثورة تختلف عن الثورات الأخرى ، في كونها ليست فرنسية فقط ، بل تهدف إلى إفادة البشرية جمعاء.
وهذا حسب قول أحد مؤرخيها( فرانسوا ألارد).
ولا زالت هده العقيدة تقطن عقول الكثير من الفرنسيين ،الى درجة أنهم يعتبرون أنفسهم وصايا على شعوب المستعمرات السابقة .
فما الحرية ،المساواة ،الاخاء. الا شعارات فارغة من كل معنى في سياسة فرنسا الخارجية .
ويبدو أن بعض العقول الفرنسية اعتراها التعثر و تخلفت عن السيرورة التاريخية للعالم في الانغلاق على نفسها والتشرنق في ماضيها والتّجمد عند مخلفاته والبكاء على موروث للماضي و اطلاله .
بعض العقول توفق بها التفكير عند ما أكل عليه الدهر وشرب.
فما بين مفهومين ، الانفتاح والانغلاق.. سقط حنينهم اسير التاريخ الاستعماري متناسين تتجدد الموقف السياسي و الدور الذي يمكن ان يلعبه عقل الانوار في عملية الانفتاح السياسي والاقتصاي والاجتماعي والثقافي.
عقول تجردت من ضرورتها الجيوسياسية التاريخيّة وتسعى إلى تعطيل فعالية التغيير و التطور المادي والفكري في البنى الاجتماعية التعليمية والصحية والاعلامية والحريات العامة وما يليها من مؤسسات المجتمعات الأخرى تحت درائع واهية مضمونها فرض الوصاية في قوالب متعددة باعتبارها مكونا حيويا للتطور والتنمية البشرية .
عقول لا تميز بين العام والخاص في تحديد مفهوم العلاقات الثنائية تجعل منها موقوفة على القوى الذهنية وعقلية الشخصية الاستعمارية ترتكز على الانضباط و التمرين مع اشتراط حسن التقبل والامتثال إلى التوجيهات دون الحاجة إلى معرفة (منهجية التلميذ النجيب المهدب) بمنطق التهديد والإكراه و التعسف والعقوبة والغاء النشاط الحر للاخر .
اهدا هو فعلا اعظم انبثاق جاء به شعار المساواة من أجل أنسنة المجتمع البشري ؟
وهل الحرية خصوصية مغلقة ام كونية مفتوحة تكفل لكل وجود اجتماعي حقة أن يتمتع بالتنظيم الداتي ؟
ليت هده العقول تتحرر من عقيدتها الاستعمارية بكونها نواة الحرية والمساواة .
نواة بناء الاقتصاد ،وعن اي اقتصاد يتحدثون ؟ كل القصد والغاية استغلال الخيرات الطبيعية للمستعمرات ،استغلال بطعم المرارة التي أحرقت بها المقاومة وحركات التحرير حلقها. ففكرت بسحب قواتها موظفيها بعد إرساء لبنات وأنيابها الاقتصادية في الأوطان المستعمرة وخدامها
وكلما حاولت البلدان النامية الانعتاق من التبعية الاقتصادية وبناء اقتصاداتها الحرة المستقلة كانت نجد نفسها في شراك رأسماليتها الاستعمارية ، التي تقوم بتعديل هيكلي دائم في ديناميات إعادة الإنتاج لفائدة مصالحها.مستغلة سبقها احتكار التكنولوجيات والسيطرة على التدفقات المالية والقوة العسكرية والإعلامية لتسويق نفسها كمننقد للشعوب من الفقر والسيطرة على الموارد الطبيعية.
فرسخت الاعتقاد أن المستعمرات محکوم عليها بالفقر الدائم والعبودية الاقتصادية، و أن تحقيق “التنمية البشرية” يقوم على معطيات داخلية بحتة، ترتبط بالديمقراطية المحلية حتى يفسح لها مجال آخر وأوسع للتلاعب بهده الشعوب تحث عنوانين عريضة جدا حقوق الإنسان حقوق المرأة حقوق ……. وتمكين خدامها من التحكم في دواليب القرار أما بواسطة قوتها الناعمة أو عن طريق الجيش . وتضمن لنفسها الوصاية السياسية إلى جانب الاقتصادي
وخلاصة ،كيف يكمن تحقيق تنمية بشرية في ظل سيادة نظام اقتصاد عالمي مركزي يخدم مصالح القوة الاستعمارية السابقة .؟
عقول تسوق الجهل في صور متعددة وتدعي البناء الإنساني وهي تسرق خيراته. تتحكم في سيادته بل تمتلك مفاتيح اقفاله الاجتماعية تجعلها منها ثائرة أو مستكينة .
وان كان يوجد على رأس قائمة شروط تحقيق التنمية المستدامة القضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان ،فانسحبوا و أتركوا لنا صوغ قراراتنا و خيراتنا .فالناهب لن يكون ابدا صاحب .

زر الذهاب إلى الأعلى