“جلال الدحموني ”
شهدت مدينة فاس، العاصمة العلمية والثقافية للمملكة المغربية، خلال السنوات الأخيرة تحولات جذرية جعلتها تتصدر مشهد التنمية الحضرية والاجتماعية في البلاد. تحت قيادة الوالي السابق لجهة فاس مكناس، السيد السعيد زنيبر، وبالتعاون مع المبادرات الحكومية، شهدت المدينة طفرة نوعية في بنيتها التحتية وخدماتها العامة، مما جعلها وجهة جاذبة للسكان والزوار على حد سواء.
تميزت هذه الفترة بتنفيذ مشاريع ضخمة شملت تطوير الطرقات، تعزيز شبكات المياه والكهرباء، وتحسين المرافق العامة. لم تقتصر هذه التحسينات على الجانب الحضري فحسب، بل امتدت لتشمل الخدمات الاجتماعية والاقتصادية، ما أسهم في تحسين جودة الحياة في المدينة بشكل ملموس. ومن بين أبرز الإنجازات التي تم تحقيقها، القضاء على العديد من الأحياء الصفيحية، مما وفر بيئة معيشية أكثر أمانًا واستقرارًا للسكان.
السعيد زنيبر، الوالي السابق للجهة، كان له الدور الأبرز في قيادة هذه التحولات. برؤية استراتيجية وبعد نظر، استطاع زنيبر أن يقود مشاريع تنموية كبيرة، ساهمت في تغيير ملامح المدينة بشكل جذري. زنيبر، الذي تخرج من معهد التهيئة والتعمير في باريس، بدأ مسيرته المهنية كوزير مشرف على تطوير المناطق الصناعية في عام 1989، قبل أن ينتقل لشغل مناصب استراتيجية أخرى، منها مدير الوكالات الحضرية في الرباط وسلا وسطات، بالإضافة إلى الأمين العام لوزارة السكنى والتعمير.
في فترة ولايته نجح زنيبر في تعزيز التواصل مع المواطنين والتجار، حيث عمل على حل مشكلاتهم اليومية، وتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة. بفضل تلك الجهود والإنجازات، يبقى اسمه مرتبطًا بالمشاريع التنموية الكبرى التي شهدتها المدينة، حيث أحدثت فرقًا واضحًا في حياة السكان.
إلى جانب تحسين البنية التحتية، كانت فترة ولايته مميزة بالالتزام بتحقيق التنمية المستدامة، ما جعل فاس نموذجًا يحتذى به في مجالات التخطيط الحضري. إن الإنجازات التي حققها زنيبر خلال ولايته ستظل شاهدًا على قدرته القيادية ورؤيته المستقبلية، وسيظل اسمه مرتبطًا بفترة مشرقة من تاريخ المدينة
فاس اليوم، بفضل الجهود المستمرة، تقف شامخة كمدينة حديثة تتطلع إلى مستقبل مزدهر، محققة التوازن بين الأصالة والحداثة.