في إعلان صادم ومفاجئ، أعلنت ملكة الدانمارك، مارغريتي الثانية، عن قرارها بالتنازل عن العرش بعد فترة حكم استمرت لأكثر من نصف قرن. خلال خطاب رأس السنة، أعلنت الملكة أن ابنها، ولي العهد الأمير فريدريك، سيتولى المسؤولية اعتبارًا من 14 يناير 2024.
تأتي هذه الخطوة بعد عام من إجراء مارغريتي عملية جراحية أثرت على قدرتها على الظهور العلني، مما دفعها للنظر في تحويل المسؤوليات إلى الجيل القادم. وتعد مارغريتي الثانية، البالغة من العمر 83 عامًا، واحدة من الشخصيات البارزة التي ساهمت في تحديث صورة النظام الملكي الدانماركي.
رحب رئيسة الوزراء الدانماركية، ميتي فريدريكسن، بالقرار، معبرة عن امتنانها للملكة على دورها في توحيد الشعب الدانماركي. وأكدت أن مارغريتي كانت “تجسيدًا فعليًا للدنمارك” على مر السنين.
يشير المؤرخون إلى أن شعبية الملكة جاءت من خلال قدرتها على توحيد الأمة في مواجهة التحديات الحديثة، مثل العولمة والتحولات الثقافية. وكانت مارغريتي قد أصبحت الملكة الوحيدة في البلد الذي يحكمها امرأة في أوروبا.
سيتولى الأمير فريدريك، البالغ 55 عامًا، العرش في وقت تمتع فيه بشعبية تتجاوز 80%. يُشار إلى اهتمامه الكبير بقضايا المناخ، وقد أعرب في السابق عن رغبته في مواصلة ركوب السفينة الدانماركية نحو المستقبل.
يأتي قرار مارغريتي في سياق تطورات دستورية، حيث كان الدستور يحظر تولي المرأة للعرش حتى عام 1953، ولكن تم تعديله لاحقًا بفعل ضغط من الحكومات الدانماركية نحو التحديث والتطوير.