في واحدة من أكثر المآسي الأمنية التي شهدتها النيجر مؤخرًا، نُفِّذ هجومٌ مسلح شنه مئات المتمردين على دراجات نارية في جنوب غرب البلاد، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 جنديًا. تفاصيل هذا الهجوم الدامي تعكس حجم التحديات الأمنية التي تواجهها النيجر ومناطق الساحل المجاورة.
تشير الأنباء إلى أن الهجوم وقع في منطقة كانداجي على بعد نحو 190 كيلومترًا من العاصمة نيامي، وهي منطقة قرب الحدود الثلاثية لمالي وبوركينا فاسو والنيجر، والتي شهدت نشاطًا متزايدًا للمتشددين خلال السنوات القليلة الماضية. وبينما تقول وزارة الدفاع النيجرية إن نحو 100 متمرد قُتلوا ودُمِّرت دراجاتهم النارية وأسلحتهم، فإن التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة المزيد من التفاصيل حول الجهة المسؤولة عن الهجوم.
إن هذا الهجوم الأليم ليس الأول من نوعه في النيجر، حيث تنشط جماعات متطرفة تتبع تنظيمي القاعدة وداعش وتشن هجماتٍ متكررة على الجنود والمدنيين. ويأتي هذا الهجوم بعد أقل من شهر من هجوم آخر أسفر عن مقتل 17 جنديًا على الأقل في نفس المنطقة.
تصاعدت التوترات في النيجر مؤخرًا بعد قرار فرنسا سحب قواتها من البلاد، وذلك بعد أسابيع من الضغط من المجلس الانتقالي واحتجاجات شعبية طالبت برحيل القوات الفرنسية التي نشرت لمحاربة المتشددين. هذا القرار قد أثار حركة الاحتجاج مجددًا في النيجر، حيث تجمع عدد من أنصار المجلس الانتقالي أمام القاعدة العسكرية الفرنسية في نيامي للمطالبة برحيل القوات.
إن النيجر تواجه تحديات أمنية كبيرة تتطلب تعاونًا دوليًا وتعزيزًا للجهود الأمنية الوطنية. يجب على المجتمع الدولي الوقوف بجانب النيجر والدعم في مواجهة التهديدات المستمرة التي تشكل تحديًا كبيرًا لاستقرار المنطقة وسلامة سكانها.

















