فاربريس
بتوجيهات من السيد والي الأمن مشكورا، تشهد فاس منذ أيام، حملات تمشيطية واسعة.
فماذا اكتشفت المديرية العامة للأمن الوطني، لكي يجعل المسؤول الأول على أمن فاس، من أولوياته، قرار القيام بهذه الحملات مباشرة بعد تعيينه ؟
حملات ذكرتني بأحد الضمائر الحية، الذي لم يدخر جهدا في تطهير فاس المدينة طوال حياته المهنية. إسم على مسمى، حسن، الذي لو كان حاضرا اليوم بين زملائه، لأفتخر به السادة محمد أوعلا و محمد عيال، و لكانا أول المنوهين بعمله المشرف.
من منا لا يتذكر حسن البوجنوني، الذي رغم كبر سنه، لقب بالشرطي الشجاع الذي يهابه السائق و السارق، و البزناس و الگراب، و المنحرف و كل خارج عن القانون.
في إطار الإستباقية اليومية، تذكرت أن “الضمير المهني”، حسن البوجنوني، كان ينفذ التعليمات الصارمة التي تأتي من داخله، من حبه للمهنة، و لقب بالشرطي الشجاع،
نظرا لتواجده في المقدمة أثناء الحملات التطهيرية التي كان يرأسها طوال السنة.
حديثنا على حسن البوجنوني، لا يعني تبخيس عمل من خلفوه، و لا الطعن في مجهوداتهم، أو لإنتقاد فلان أو فرتلان لتصفية حسابات شخصية، أو لإبتزازه، أو للشكر و التنويه تحت الطلب …
بل لتقديم شهادة في حق مسؤول أمني مثالي أدى واجبه بصدق و أمانة.
كان البوجنوني، متفوقا في تدخلاته الميدانية، و على اطلاع بالخريطة الأمنية لفاس المدينة، و كان يعرف الصالح و الطالح.
و رغم كبر سنه، لم ينحصر عمل البوجنوني في الشوارع الرئيسية، فكثيرا ما شهدناه يتزعم العناصر الشابة المرافقة له في دروب و أزقة فاس العتيقة، أين يسهر المخمر، و مستهلك المخدرات، و الفار من العدالة، و جميعهم يزعجون الساكنة ….
تحية إحترام و تقدير إلى كل من هو “حسن البوجنوني”، يقوم بواجبه اليومي، و يمثل المؤسسة الأمنية أحسن تمثيل تحت “شعار الشرطة في خدمة المواطنين”، و ينفذ توجيهات السيد والي الأمن، التي هي تعليمات السيد المدير العام و أوامر جلالة الملك حفظه الله و نصره.
ع.دويسي