جلال دحموني / فاربريس
على حين غرة، تفاجأ تجار مدينة فاس العتيقة والرأي العام الفاسي عشية يوم أمس الثلاثاء 15 فبراير الجاري بنبأ اندلاع النيران في مجموعة من المحلات التجارية بسوق الرصيف، الشيء الذي أدى إلى خلق حالة من الهلع والخوف في نفوس السكان المجاورين وباقي تجار السوق خوفا من أن تطالهم النيران الملتهبة.
وتعود أسباب اندلاع هذه النيران وفق مصادر مطلعة إلى تماس كهربائي، حيث وجد بيئة مناسبة لنشوب ألسنة النيران تمثلت أخشاب يابسة هشة مما سهل عملية اتساع رقعة لهيب النيران بسرعة قوية…
وفور انتشار خبر وقوع هذا الحادث المأساوي، استنفرت السلطات العمومية بمختلف أسلاكها، وحضرت إلى عين المكان معبئة معها كل الوسائل البشرية من عناصر الأمن والوقاية المدنية والوسائل اللوجيستيكية التي تمكنها من تطويق رقعة الحريق ومنع تمدده لكي لا يطال محلات تجارية أخرى، حيث أشرف على هذه العملية – أي عملية إخماد الحريق – كل من والي ولاية جهة فاس مكناس ورئيس الشؤون الداخلية بالولاية والسلطات المحلية لفاس المدينة وقادة أمنيين كبار من ولاية أمن فاس والعشرات من الفاعلين بجمعيات المجتمع المدني وممثلي وسائل إعلام محلية ووطنية.

هذا وقد حل صباح اليوم الأربعاء 16 فبراير الجاري رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة فاس مكناس السيد بدر طاهري وبعض أعضاء الغرفة والنائب البرلماني التهامي الوزاني إلى مكان وقوع الحادث لمعاينة الأضرار والخسائر الجسيمة الناتجة عن الحريق ورصد عدد المحلات التي تضررت وتقييمها والتواصل مع التجار ضحايا الحريق ومواساتهم وطمأنتهم على دراسة أوضاعهم ومقاربة الحلول المناسبة لكي يستأنفون نشاطهم التجاري.

هذا وقد خلفت زيارة رئيس الغرفة لمكان وقوع الحادث المأساوي ارتياحا كبيرا في صفوف التجار ضحايا حادث الحريق خصوصا عندما طمأنهم بأنه سيعمل بمعية السلطات المختصة بالعمل على إيجاد حلول وتسويات لكل تاجر تضرر محله التجاري أو بضاعته.

وفي السياق ذاته، علمت “فاربريس” أن رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة فاس مكناس بدر طاهري وجه رسالة إلى والي جهة فاس مكناس يعبر له من خلالها عن امتنانه وشكره العميق على الجهود التي قام بها في سبيل إخماد الحريق وحضوره شخصيا إلى عين المكان، كما توجه من خلاله بالشكر والاجلال للوقاية المدنية ووالي ولاية أمن فاس وكل القوى التي تعبأت بشكل أو لآخر للإسهام في إخماد النيران.

وأكد بدر طاهري رئيس الغرفة في رسالته الموجهة لوالي جهة فاس مكناس, بأنه يضع مؤسسة الغرفة رهن إشارة ولاية جهة فاس مكناس في كل ما يمكن اتخاذه من إجراءات لمساعدة التجار المتضررين، مضيفا “كما نتقدم بهذه المناسبة بطلب دراسة إمكانية إصلاح المحلات المتضررة من طرف وكالة التنمية ورد الاعتبار حتى يتسنى لهؤلاء التجار إعادة نشاطهم التجاري خاصة وأننا على أبواب شهر رمضان الكريم وأن هذا السوق العريق يعرف حركة تجارية مهمة خلال الشهر الفضيل.

هذا وقد التمس السيد بدر طاهري من والي جهة فاس مكناس دراسة إمكانية إجراء تشخيص عام من طرف الجهات المعنية لشبكة الكهرباء والانارة العمومية على صعيد المدينة العتيقة وتجديد عملية ربط المحلات التجارية بهذه الشبكة واتخاذ جميع الاجراءات اللازمة حتى لا تتكرر مثل هذه الأحداث الأليمة، مؤكدا أن الغرفة ستبقى على الدوام رهن اشارة السيد الوالي في كل ما يمكن اتخاذه من إجراءات لمساعدة التجار المتضررين وإعادة الوضعية إلى حالتها الطبيعية، مشيدا في ذات الرسالة بردة الفعل السريعة وبالعمل الذي قامت به السلطات المحلية والوقاية المدنية مما مكن من التحكم وإخماد الحريق وتفاذي انتشاره لمحلات أخرى ، نتقدم لسيادتكم بطلب دراسة إمكانية إنشاء فرع للوقاية المدنية بالمدينة العتيقة ضمانا لسرعة التدخل في مثل هذه الحالات.