في خضم التوترات الجيوسياسية، أطلق وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، تصريحات قوية تؤكد على عزم روسيا على البقاء في مركز الأحداث الدولية، رافضةً محاولات الاتحاد الأوروبي لإزاحتها من آسيا الوسطى.
في حوار تلفزيوني بُث يوم الأحد، أكد لافروف أن “الاتحاد الأوروبي يسعى لإزاحة روسيا من آسيا الوسطى والقوقاز الجنوبي، ولكن ذلك لن ينجح”. وأضاف بثبات، “روسيا لن تختفي، وستظل قوة دولية تلعب دوراً حيوياً في التطورات العالمية”.
تأتي هذه التصريحات على خلفية زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى آسيا الوسطى، والتي واكبها تصاعد التوترات بين روسيا والاتحاد الأوروبي. وفي إشارة إلى تصاعد التوتر، وصف لافروف تصريحات ماكرون حول رفض كازاخستان “تبعية” لروسيا بأنها “وقحة بما لا يليق بلغة دبلوماسية”.
تجدر الإشارة إلى أن ماكرون قام بجولة في كازاخستان وأوزبكستان بهدف تعزيز تواجد فرنسا في المنطقة، وهو الأمر الذي لاقى استنكارًا من قبل روسيا التي تعتبر آسيا الوسطى مجال نفوذ تاريخي لها.
تعكس هذه التطورات التحولات الجديدة في العلاقات الدولية، حيث يشهد اليوم تقاربًا متناميًا بين القوى الكبرى ودول آسيا الوسطى. وفي هذا السياق، زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كازاخستان، وصفها بأنها “الحليف الأقرب” لروسيا.
من جانبه، أشار الناطق باسم الخارجية الروسية ديميتري بسكوف إلى محاولات الغرب تطوير علاقاته مع بعض الدول بهدف مواجهة تأثير روسيا. وقال بسكوف في تصريح صحفي، “تحاول الدول الغربية إقامة صداقات لإبعاد روسيا من بعض المناطق، ولكننا سنبقى هنا، لا نختفي”.