في خضم التوترات السياسية والعسكرية التي تشهدها منطقة الساحل الإفريقية، تطلق مالي صرخة تحذير قوية، مؤكدة على استعدادها للدفاع عن سلامها وأمنها وأمن المنطقة بأكملها. هذا التحذير جاء من وزير الخارجية المالي عبدالله ديوب في إطار مشاركته في الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد أعطى صوتاً قوياً لموقف بلاده في وجه أي تدخل عسكري في النيجر.
تعتبر مالي هذا التدخل على أنه تهديد مباشر لسلامها وأمنها، وليس فقط ذلك، بل يمثل أيضاً تهديداً للسلام والأمن في المنطقة بأسرها. وفي هذا السياق، لا يمكن تجاهل الواقعة أو العبث بها، حيث أنها قد تفجر أزمة أكبر في منطقة الساحل الإفريقية.
يأتي هذا التصعيد في الأوضاع بعد تهديدات من قبل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس” بالتدخل العسكري بهدف إعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم إلى السلطة. وللتصدي لهذا الوضع، وقعت مالي اتفاق دفاعياً مع النيجر وبوركينا فاسو يتعاونون فيه لضمان الحفاظ على سيادة وسلامة أراضيهم في حالة تعرضوا لهجوم.
إن موقف مالي يظهر عزمها على الدفاع عن مصالحها والعمل على الحفاظ على السلام والأمن في المنطقة، وهو موقف يستحق الاحترام والتقدير. يجب أن يكون التسوية السياسية والحوار هما الأسلوب الأمثل لحل الأزمات الإقليمية، ويجب أن يتم ذلك دون تدخلات عسكرية تزيد من تعقيد الوضع وتهديد استقرار المنطقة.
