بعد مرور نحو شهرين على الهجوم الأوكراني المضاد، لا تزال الحرب في أوكرانيا مستمرة، دون أي تقدم واضح من أي من الجانبين.
من ناحية، يشعر بعض المسؤولين الأمريكيين بالإحباط وخيبة الأمل من وتيرته، في ظل التقدم البطيء واكتساب نحو 241 كيلو مترًا مربعًا فقط من الأراضي، بحسب هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني.ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الأوكرانيين بدوا متقاعسين عن نشر بعض وحداتهم الأكثر تدريبًا وتجهيزًا، وأنهم لم يطبقوا التدريب الذي تلقوه.من ناحية أخرى، يواصل الجيش الروسي تعزيز مواقعه في مناطق شمال شرقي أوكرانيا، وأعلن أمس الجمعة عن نجاح قواته في تعزيز مواقعها من جديد، وأن المجموعات القتالية الهجومية واصلت عملياتها في اتجاه كوبيانسك، وعززت وضعها التكتيكي.
وأعلن أيضًا تعزيزه مواقعه بالقرب من قريتي أولشانا وبيرتشوترافنيفي، في منطقة خاركيف بشكل ملحوظ.
يشير هذا إلى أن الحرب في أوكرانيا قد تستمر لفترة طويلة، دون أي نتيجة واضحة في أي من الطرفين.
ويثير هذا أيضًا مخاوف بشأن إمكانية تقليل الدعم الغربي لأوكرانيا، إذا استمرت الحرب دون أي تقدم واضح.
وقال وليام تايلور، السفير الأمريكي السابق لدى أوكرانيا، إن التقييم السلبي لنتائج “الهجوم المضاد”، قد يؤدي إلى تقليل الدعم الغربي، مشيرًا إلى أن هناك خطرًا من أن تصبح الاستنتاجات القاتمة حول آفاق أوكرانيا “نبوءة تحقق ذاتها”، مضيفًا أن التوقعات غير المبررة من الهجوم المضاد، والتي تظهر في وسائل الإعلام تهدد كييف وتلعب لصالح روسيا.وأضاف في حديثه لشبكة “إن بي سي نيوز”، إن موسكو تراهن على أن حلفاء كييف سوف يُنهَكون في نهاية المطاف من تقديم المساعدات العسكرية لكييف، وسوف يميلون في النهاية إلى جانب الموافقة على التنازلات التي يمكنها إيقاف القتال.
وتابع: “إذا كان هناك تصور بأن الأوكرانيين لا يمكنهم الفوز، فلن نوفر لهم الأشياء التي يحتاجونها للفوز”.